دِرَاسَةٌ أَثَرِيَّةٌ مَنْهَجِيَّةٌ عِلْمِيَّةٌ؛ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى أَقَامَ الحُجَّةَ عَلَى عِبَادِهِ بالمِيثَاقِ الأَوَّلِ، الَّذِي أَخَذَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَيْهِمْ، وَهُمْ فِي أَصْلاَبِ آبَائِهِمْ، وَبِمَا فَطَرَهُمْ فِي وِلاَدَتِهِمْ عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلاَمِ.
* وَقِيَامُ الحُجَّةِ بِبُلُوغِ القُرْآنِ، وَإِرْسَالِ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ، لِلأُمَمِ: لِتَذْكِيرِهِمْ فَقَطْ بِهَذَا المِيثَاقِ وَتَعْلِيمِهِمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ لأنَّ مِنْ طَبِيعَةِ العِبَادِ يَقَعُونَ فِي الغَفْلَةِ والنِّسْيَانِ.
* فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَى العِبَادِ الكُتُبَ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ الرُّسَلَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ، لِذَلِكَ، وَإِلاَّ فَإِنَّ الحُجَّةَ، قَدْ قَامَتْ بِنَفْسِهَا عَلَيْهِمْ بالمِيثَاقِ الأَوَّلِ، وبالفِطْرَةِ، وهي المِيثَاقُ الثَّانِي، وَقَدِ اعْتَرَفُوا بِذَلِكَ، وَهُمْ فِي أَصْلاَبِ آبَائِهِمْ، وَأَنَّهُمْ: شَهِدُوا أَنَّهُ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ»، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَهُوَ رَبُّهُمْ، وَأَنَّهُ المَعْبُودُ بِحَقٍّ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا.